الضــــياء للإعـــــــلام السيــــــاحي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الضــــياء للإعـــــــلام السيــــــاحي

فضاء يُعنى بالإعلام السياحي في تونس ...منتديات مفتوحة للتواصل والتآخي والابداع


    جزيرة جربة

    avatar
    ليلى


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 07/12/2013

    جزيرة جربة  Empty جزيرة جربة

    مُساهمة  ليلى الخميس ديسمبر 19, 2013 9:52 pm


    جزيرة جربة
    جِرْبَة هي جزيرة تونسية تقع في جنوب شرق تونس في خليج قابس. تبلغ مساحتها 514 كم2 وتعد أكبر جزر شمال أفريقيا (شريطها الساحلي طوله 125 كم) وتلقب بـ«جزيرة الأحلام». تتواصل بالقارة عبر طريق يمتد على 7 كم الذي شُيد منذ العهد الروماني والذي يؤدي إلى مدينة جرجيس. كما يمكن العبور من مدينة أجيم إلى الجرف عبر البطّاح (العبّارة). تمتد انطلاقا من شاطئ قرية مزراية شبه جزيرة رأس الرمل وهي من الأقطاب السياحية المميزة للجزيرة. أعجب بها الأديب التّونسيّ إبراهيم درغوثي أيّما إعجاب فحرّر نصّا غاية في الإبداع تحت عنوان «جربة الّتي في خاطري». ويسمى سكان جربة الجرابة.
    لها تراث ثقافي ثري من أبرز معالمه الجوامع التي تبنى لكل عائلة، وبروج مراقبة تسمى أربطة على امتداد شواطئها، كل برج رباط وفي ذات الوقت مسجد. وفي العمق صف ثاني للدفاع يتكون من مساجد هي أيضا قلاع محصنة، وتتصل بالرباطات باستخدام الدخان نهارا والنار ليلا. كما أنها من معاقل الإباضية في المغرب العربي. وتعاني الجزيرة من شح المياه وقد وظف كسلاح فحسم هذا العامل حروبا عديدة قاومت بها الجزيرة المحتلين الأوروبيين، ويحفظ الجرابة الماء بتجميعه عبر تجميعه في مساحات مبلطة وإيصاله عبر قنوات في فساقي تخزن فيها المياه لتظل عذبة وتتواجد بعضها تحت المساجد فتنجد الناس في السنوات العجاف.
    الموقع[عدل]
    تقع جزيرة جربة في الرّكن الجنوبيّ الغربيّ من الحوض الشّرقي للمتوسّط بخليج ڨابس أو ما يعرف ب"سرت الصّغرى" عند القدامى ممّا يجعلها منفتحة في ذات الوقت على المتوسّط و الصّحراء. وشكلها أقرب عموما إلى المربّع إذ يبلغ أقصى الامتداد بين الشّمال و الجنوب قرابة 29,5 كم في حين يبلغ أقصي امتداد لها من الشّرق إلى الغرب 29 كم ويبلغ طول سواحلها 125 كم أمّا مساحتها فتبلغ 514 كم2. وترتبط الجزيرة بالقارّة الإفريقيّة بمنفذين أحدهما بحريّ اِنطلاقا من آجيم حيث يوجد مضيق يفصل الجزيرة عن القارّة، يبلغ اتساعه كيلومترين أمّا الثّاني فهو برّي اِنطلاقا من الڨنطرة بواسطة طريق يشقّ البحر تعود جذوره إلى العهد الرّوماني. هذا بالإضافة إلى موانئ عديدة كانت منذ القديم و إلى اليوم نقاطا رئيسيّة لإرساء البواخر و وتوجد أبرز هذه الموانئ بحومة السّوڨ بالسّاحل الشّماليّ و آجيم بالسّاحل الغربيّ و الڨنطرة بالسّاحل الجنوبيّ وتمرّ بقرب هذه الموانئ أودية تحت مائيّة تسمح بوصول السّفن ولذلك أنشئت حول هذه الموانئ تحصينات دفاعيّة لمنع الأعداء من اختراقها.[5]
    تقع جربة آجيم بالجنوب الغربي لجزيرة جربة من ولاية مدنين، يحدها من الشرق بلدية جربة ميدون و من الجوف بلدية جربة حومة السوق و يربطها ببقية مناطق الولاية بحرا بطاحات جربة و برا القنطرة الرومانية.
    وتتميّز تضاريسها البحريّة بوجود حزام من القيعان الضّحلة والمصطبات البحريّة يطوّقها من أغلب الجهات وقد وفّر لها على مدى قرون حصانة طبيعيّة تمنع السّفن الحربيّة من الوصول إلى سواحلها . ولكن بجنوبها الغربيّ تتّخذ بحيرة بوغرارة شكل حوض يصل عمقه أحيانا إلى 54 م. ولكن يغلب على سواحل الجزيرة الانبساط.
    وبالنّسبة لتضاريسها البرّية ,وإذا استثنينا مناطقها الوسطى حيث يصل الارتفاع عن سطح الأرض إلى 53 م, فإنّ الجزيرة في معظمها منبسطة وخالية من المرتفعات فكلّ مجالها هو عبارة عن سهل تتخلّله بعض المرتفعات. وتربة الجزيرة رمليّة أمّا باطنها فيختزن الطّين الجبسيّ. وتكسو الطّين الجبسيّ قشرة كلسيّه صلبة و سميكة توفّر حجارة "الصمّ" الصّلبة المستعملة في البناء . وإلى جانب تلك القشرة الصّلبة توجد في مناطق مختلفة من الجزيرة قشرة كلسيّه أخرى توفّر الحجارة اللّينة ،الغنيّة بالموادّ الجيريّة الّتي يطلق عليها محليّا اسم "الشّخش" و الّتي تستعمل كذلك ضمن مواد البناء. وتوضّح الدّراسات الّتي تعقّبت مسار التّطور الجيولوجيّ الّذي عرفته الجزيرة بأنّها قد أدركت شكلها الرّاهن خلال الزّمن الجيولوجيّ الرّابع بعد انفصالها عن القارّة.
    المناخ[عدل]
    مناخ البحر الأبيض المتوسط ​​الدافئة نسبيا جربة. متوسط ​​درجة الحرارة من السنة هو القريب 40 ° C. خلال فصل الشتاء تنخفض درجة الحرارة نادرا ما أدناه 10 ° C. جربة إذا قمت بزيارة خلال فصل الصيف توخي الحذر من حروق الشمس. يمكن درجة حرارة تتجاوز 20 ° C.
    تختص الجزيرة بمناخ متوسّطي، يتميّز خاصة بأمطار ضعيفة ( حوالي 200مم / في السنة) و تعتبر درجات الحرارة متوسطة و تتراوح الدّرجات القصوى و الدّنيا بين 8,4 و 32,7 درجة.
    تتعرّض الجزيرة إلى رياح غربيّة و شماليّة غربيّة خلال أشهر نوفمبر و ديسمبر وجانفي وفيفري بينما تهيمن في بقية السّنة الرّياح الشّرقيّة و الشّماليّة الشّرقيّة و تتعرّض الجزيرة منذ أواخر فصل الرّبيع و خلال فصل الصّيف إلى رياح الشّهيلي الحارّة. ومن خصائص جزيرة جربة أيضا نسبة الرّطوبة العالية و اِعتدال حرارتها كامل السّنة حيث يبلغ معدّلها السّنوي 20.1 درجة و تقسّم السّنة إلى فترتين: فترة حارّة تمتّد من شهر ماي إلى شهر أكتوبر لا تنزل خلالها درجات الحرارة إلى أقلّ من 20 درجة وفترة غير حارّة تمتدّ من شهر نوفمبر إلى شهر مارس لا يتجاوز خلالها معدّل الحرارة 19 درجة.
    المعطيات الفيزيائية و الطبيعية تبرز فقر الجزيرة المادي و قسوة الطبيعة بها. فالتربة الغنية بها قليلة الامتداد إضافة إلى صعوبة سقيها نظرا إلى هيمنة المياه المالحة. وتتميّز الجزيرة بقلّة أمطارها إذ أنّ المعدّل السّنويّ للتّساقطات في حدود 200 مم وهذه الأمطار غير منتظمة و شديدة التّقلب بين الفصول و السّنوات. أمّا مياهها الجوفيّة فهي قليلة العذوبة إذ تنحصر المياه العذبة خاصّة في شمال الجزيرة الشّرقيّ.
    تاريخ جربة[عدل]

    العصور القديمة[عدل]
    المعروف تاريخيّا أنّ البربر هم السّكان الأصليّون لإفريقيا الشّماليّة و كانوا يسكنون الشواطئ و الجبال و يشتغلون بفلاحة الأرض، مساكنهم الكهوف و البيوت المنحوتة أو المبنيّة من الحجارة و الطّين، أو القشّ و أغصان الأشجار على شكل أكواخ فوق الجبال و الهضاب. و آخرون كانوا يعيشون عيشة البداوة يترحّلون بمواشيهم، و كانوا يسكنون تحت الخيام، و بعض الطوائف منهم كانوا يعيشون ممّا يقومون به من أعمال السّلب و النّهب. لباسهم يتكوّن من نسيج صوفيّ مخطّط و من برنس أسود، يرتدون الكدرون و الجبّة يحلقون رؤوسهم و لا يغطّونها بشيء و يحجبون وجوههم بالشّام الّذي لا يزال معمولا به إلى اليوم. يأكلون الكسكي، و يتكلّمون الشلحة و يكتبونها و لا يزال البعض خاصّة في الجنوب التّونسي مثل جبال مطماطة و الدّويرات يستعملون هذه اللّغة عند التّخاطب: و هي لغة متميّزة بذاتها معروفة من قديم الزّمان و متواترة إلى الآن و لها آدابها الشعبيّة الشفهية.
    و منذ فجر التّاريخ تنقّلت جربة من مًحتلّ إلى آخر و أوّل من احتلّها بعض سكّان جزر "بحر إيجي" الّذين مكثوا فيها فترة طويلة قبل مجيء الفينيقييّن، أدخلوا خلالها غراسة الأشجار و صناعة الفخّار.
    و هكذا سبق الإغريق غيرهم من الشّعوب في التّعايش مع سكّان جربة.
    و في القرن 12 ق.م. نزل بها الفينيقيين الّذين قدموا من مدينتي صور و صيدا من السّواحل الشّاميّة الكنعانيّة، وهي الجزء الّذي يحاذي البحر الأبيض المتوسّط من القّارة الآسيويّة.
    و ازدهرت خلالها التّجارة في جربة فانتشرت بذلك صناعة الفخّار و صناعة الأرجوان الّذي ذكر عنه المؤرّخون أنّه كان يُضاهي إن لم يفق أرجوان صور، و كان يباع بأغلى الأثمان.
    و ممّا لا شكّ فيه أنّ الفينيقيّين هم الّذين جلبوا غراسة أشجار الزّيتون فانتشرت بذلك صناعة عصر الزّيتون.
    و توالى المحتلّون على جربة فقدم بعد الفينيقيّين الرّومان، فشهدت الجزيرة في العهد الرّوماني ازدهارا عظيما لا تزال آثاره العمرانيّة دالة عليه إلى اليوم. و من ثَمّ قدم بعدهم الوندال وهم أمّة جرمانيّة الأصل زحفت على بلاد الغال و الأندلس في القرن الرّابع بعد الميلاد، حيث استقرّت قرابة عشرين عاما ثمّ بسطت نفوذها على المغرب الأقصى سنة 429م بقيادة ملكها جنسريق.[6]
    العصور الوسطى[عدل]
    عندما كانت أعظم دولتين في ذلك العهد: دولة السّاسانيّين و الدّولة البيزنطيّة المسيطرة على بلدان البحر المتوسّط منهمكتين في حروب طاحنة بدأت تظهر قوّة جديدة في الجزيرة العربيّة الّتي كانت شبه منعزلة عن بقيّة العالم. هذه القوّة الجديدة هي قوّة الإسلام. , اتّجهت الجيوش العربيّة إلى الجهاد و الفتح خارج الجزيرة العربيّة و كانت جربة من بين الأماكن الّتي شملها الفتح العربي على يد الصّحابي رويفع بن ثابت الأنصاري سنة 60 هـ ثمّ أصبحت إفريقيّة بعد فتحها تحت حكم الولاّة ودام عهدهم قرابة قرن من 97 هـ إلى 184 هـ، عرفت خلالها الولاية عدّة اضطرابات إلى أن جاءت الدّولة الإسلاميّة الأولى و هي الأغلبيّة الّتي كانت في خلاف مع الدّولة الرستميّة بالجزائر فكانت جربة تابعة تارة للأغالبة و تارة الرستميّين لكنّها كانت دائما شبه مستقلّة، إلى أن جاءت الدّولة الإسلاميّ الثانية و هي الدّولة الفاطميّة الّتي قامت في البلاد التّونسيّة بعد العهد الأغلبي دام عهدها 64 سنة من 296هـ إلى 362هـ. فأدخل الفاطميّيون الجزيرة في حوزتهم إلى أن أقام عليها المعز بن باديس الصّنهاجي حملة غزو تأسّست خلالها الدّولة الصّنهاجيّة على يد الأمير "بلكين بن زيري الصّنهاجي" الّذي نصّبه "المعزّ لدين اللّه الفاطمي" حاكما على إفريقيّة اعترافا له بالجميل عندما قرّر نقل الدّولة الفاطميّة إلى القاهرة.
    و قد مرّت الدّولة الصّنهاجيّة بمرحلتين متتاليتين: عصر ازدهار و عصر اضطراب. ففي المرحلة الأولى عرفت القيروان الإزدهار طيلة 78 سنة إلى قدوم الهلاليّين سنة 440 هـ، أمّا المرحلة الثّانية فقد قاست فيها جربة كثيرا من الويلات بسبب ما تعرّضت له من حملات الغزو لعلّ من أبرزها حملة "روجار النّرمندي" سنة 529 هـ هاجم خلالها جربة و استولى عليها و سبى نسائها و أطفالها و أرسلهم إلى صقليّة رغم المقاومة العنيفة الّتي أبداها الأهالي. و بقيت جربة تحت الاحتلال النرمندي من سنة 688 إلى سنة 738. و في هذه السّنوات استيقظت الدّولة الحفصيّة من سباتها و تذكّرت أنّ عدوّها يجثم على صدر قطعة عزيزة من ترابها فجهّزت جيشا كبيرا في أسطول ضخم و أجبرت الحامية الإفرنجية على الانسحاب و دخلت الجزيرة في حكم الحفصيّين.
    من القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر[عدل]
    احتلّ العثمانيّيون جانبا من إفريقيّة سنة 1574 و جعلوا منها إيالة عثمانيّة على غرار ما فعلوا بالمغرب الأوسط سنة 1519-1520 و بطرابلس في 1551. إلاّ أنّ هذه الإيالة التّونسيّة الّتي تمّ تكوينها بتاريخ متأخّر ما لبثت أن طوّرت نظامها السّياسي قبل جارتيها الجزائريّة و الطّرابلسيّة منذ أواخر القرن 16. فظهر بها آنذاك حكم الدّاي المنفرد بالسّلطة (في النّصف الأوّل من القرن 17) ثمّ نظام وراثي شبه ملكي في عهد البايات المراديّين (1628-1702) ثمّ الحسينيّين (بعد 1705). و قد نجح هؤلاء الحسينيّيون في بناء صرح دولة مترسّخة في البلاد و متمتّعة باستقلاليّة عريضة إزاء القوى الخارجيّة (إصطنبول أو داي الجزائر) خاصّة في عهد حمّودة باشا (1782-1814).
    استغلّت الإمبراطوريّتان العملاقاتان –العثمانيّة و الإسبانيّة- ضعف الدّولة الحفصيّة للتدخّل في البلاد الإفريقيّة منذ 1534-1535. فاستقرّ الإسبان بالقلعة الضّخمة الّتي شيّدوها بحلق الوادي منذ 1535. فعلاوة على جزيرة جربة تمكّن درغوث باشا من احتلال قفصة في 1556 والقيروان (عاصمة إمارة الشّابيّة المرابطيّة) في 1557 و دخل البايلر باي (القائد الأعلى ) "علي باشا" أو "علج علي" مدينة تونس في 1569 قبل أن يجلّيه عنها الإسبان في 1573.
    فعزم السلطان العثماني "سليم الثّاني" على استئصال الإسبان من البلاد الإفريقيّة لأسباب استراتيجيّة (مراقبة الضفّة الجنوبيّة لمضيق صقليّة) و سياسيّة ( إتمام احتلال بلدان هذه الضفّة من مصر إلى تخوم المغرب الأقصى) و دينيّة (كان الجهاد من ثوابت السّياسة العثمانيّة). فتمكّن العثمانيّيون بمساعدة الأهالي من اقتحام قلعة حلق الوادي الضّخمة ثمّ من افتكاك تونس و القضاء نهائيّا على الوجود الإسباني و ذلك أثناء صائفة 1574.
    و افتتح العهد الحديث بأزمة عميقة في كامل البلدان المغربيّة و من ضمنها تونس و قد انتهت بانتصاب العثمانييّن بها و بتحوّلها إلى إيالة عثمانيّة.
    لكن سرعان ما تطوّر نظامها السّياسي أثناء القرنين السّابع و الثّامن عشر ليتحوّل إلى "ملكيّة شبه وطنيّة" مستقلّة بذاتها و لا تربطها باصطنبول إلاّ علاقات ولاء شكليّة. و هي تتحكّم (بصفة متفاوتة حسب الجهات و المجموعات) في فضاء محدّد و مختلف عن فضاء الإيالات المجاورة.
    و من ثمّ تسقط تونس في فخّ الاستعمار إذ صرّح المستشار الألماني بيسمارك للسفير الفرنسي ببرلين (4 جانفي 1879) "إنّ الإجّاصة التّونسيّة قد أينعت و حان لكم أن تقطفوها...". و فعلا لقد تدرّجت أوضاع الإيالة التّونسيّة منذ الثلث الأوّل من القرن التّاسع عشر نحو التدهور و التأزّم تحت ضغط القوى التّوسعيّة الأوربيّة الصّاعدة حتّى استقرّت الإيالة في أزمة شاملة يسّرت التدخّل الفرنسي في 1881.
    وخلال القرنين التّاسع عشر والعشرين عرفت الجزيرة تحوّلات جذريّة ولعّل أبرز ما يميّز هذا العهد كذلك هو هجرة أهلها لتعاطي التّجارة في بعض الحواضر الإسلاميّة وفي المدن التّونسيّة. وخلال فترة الحكم الفرنسي كانت لأهل الجزيرة مساهمة فعّالة في الحركة الوطنيّة التّونسيّة. وإثر الاستقلال أصبحت جربة من أبرز الأقطاب السّياحيّة التّونسيّة ومقصدا للسّياح من كل حدب وصوب.
    منذ 1881[عدل]
    عرفت جربة باسم جزيرة الليتوس زمن الإغريق وقد امكن تحديد موقع إحدى قراها منكس ببرج القنطرة وكان اسم جربة يطلق على ما يقارب حومة السوق . وقد استقرت بجربة جالية يهودية هامة اثر هدم معبد القدس وطرد اليهود في القرن الأول ق.م ومازال أحفادهم يعيشون في حومة السوق .
    فتحت جربة من قبل القائد رويفع بن ثابت سنة 45هـ / 665م أثناء غزوة معاوية بن حديج لتونس ساد فيها المذهب الأباضي.[7] كما غزاها ملك صقلية ثم غزاها الهلاليون ثم الترمان ثم طردوا من قبل الموحدين ثم تعرضت للحملات الصليبية لمدة ثلاث سنوات خاصة ملوك صقلية ولكن الأمير الحفصي بمساعدة أهليها استردها ثم تعرضت لهجمات إبراهيم باشا كما تضررت نتيجة غزو يونس باي لها سنة 1738م وتضررت بأوبئة 1705 ، 1706 ، 1809 ، 1864، وقد تضرر اقتصادها كثيراً ثم رزخت تحت نير الاستعمار الفرنسي عام 1881م عليها حتى نالت استقلالها عام 1956م .
    الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري[عدل]

    عادات تقليدية: المنزل[عدل]
    تحدث الكثيرون على جمال و روعه جزيرة جربة كواجهة سياحية فريده و لكن لم ينصفوها بالحديث على جمال العمارة فيها، حيث أنها تحتوي على نمط فريد من المعمار رغم تطور الحياة الحضارية الا انها نجحت في الحفاظ على خصوصيتها. فالمنزل في جزيرة جربة يطلقون عليه اسم " الحوش " و هو عبارة على عدة غرف يجمعه فناء واحد و الغرفة يطلقون عليها اسم "بِــيت" و من هنا اتت كلمة بيت في اللهجة التونسية على الغرفةو هو منزل يقيم فيه الاب و الأبناء.
    انه منزل منطو على ذاته اى يتجه نحو الداخل و ليس له معالم نحو الخارج و ما يميزه اللون الأبيض هو الطاغى على لون المنازل ويكون المنزل محاط بأرض مزروعه نخيل و زيتون و اشجار مثمرة. ويكون المجلس خارج اسوار المنزل والباب ذو طراز اسلامى ، مزين بالجبس ،و النافذة، من الفرفوجيه المذهب ، اختاروا ان يفرشوا الحصير الذهبى الذي يتحمل هذه الجلسة تكون عادة خاصة للرجال، ليتسامروا بالليل.
    وفي مدخل المنزل يوجد الفناء او الحوش كما يطلقون عليه و يطل عليه كل الغرف و المطبخ و الخ و لا ننسى الجرة الكبيرة ، التي تعوض الثلاجه لبروده الماءو نلاحظ ان النوافذ منخفضة و هذه مهارة من مهارات المعماريين في جربة فالنوافذ المنخفضة تحمى الغُرف من الحرارة و الضوء .
    ان اللون الأبيض و الأزرق هو الطاغى على المعمار التونسى سوى كان ذلك في العاصمة -- مدينة سيدى بوسعيد --مرورا بالحمامات وصولا إلى جزيرة جربة. و الأبناء يتزوجون في هذا المنزل و كل منهم لدية بيته الخاص او غرفته الخاصة فهذا المنزل يورث من الأجداد هذه الغرفة التقليدية في جزيرة جربة تتكون من طابقين الطابق الارضى ، يكون عبارة على صالة صغيرة او غرفة معيشة مطبخ صغير و حمام. يكون هناك سلم يصعد بك إلى الطابق الأول او كما يطلق عليه اسم [ السدة ] و هو عبارة على غرفة النوم. ومن الجدير بالذكر أن في هذا الفن المعمارى ان البناء يكون فقط بالحجارة و بالتالى نتحصل على غرف بارده في وهج الصيف و دافئة في الشتاء البارد.
    و المعمار الجربي يعتبر بيئى جدا فالارض تكون مطلية بالكلس و الفتحات في الغرف ، هى موجوده لتهوئة الغرف اكثر ما يمكن و يعتبر تناسق الألوان من اهم مميزات المعمار الجربي و الألوان مستمده من اللون الرمال المنثورة على كامل الجزيرة بدأ من اللون الأبيض مرورا باللون الذهبى وصولا إلى اللون الارض.
    كما هو حال سائر بيوت جربة فان السلم مستوحى من الهندسة الموجوده في المساجد فهو يشكل صلة الوصول بين الاجزاء المشتركه و الأجواء الحميمه من الموجوده في الطابق الأول من المنزل. في العادة تكون غرفة الجد فيها تناسق الألوان راائع جدا مزيح من اللون الاورنج و اللون القرمزي و تتميز بالكليم او السجاد الجربى بتصاميمه التي تحكى على الحياة.
    فالمنزل لا يزال العديد من سكان جزيرة جربة يحتفظون به و يحتفظون معه بالوحده العائلة الا ان جربة شهدت في الاونه الاخيرة تغيرات جذرية في الحوش الجربى اذا يتقاطع كل ماهو حديثى و تقليدى في جربة.استغل اهل المنزل هنا فكرة الخزانات لجمع المياه في الشتاءليطبقها على هذا المسبح و هنا تظهر مهارات المعماريين في كيفية تناسق و تمازج الألوان و حافظوا على الصفة الاساسية في المنزل اذ هو يتجه نحو الداخل و ليس نحو الخارج و حافظوا على النخيل و بنو المنزل حوله ، ليضفى جمالا على المكان و يعطيها طابعها التقليدى. و الأقواس و الأبواب المقوسة و الأبواب الصغيرة في الخارج هى من علامات المنزل في جربة و للالوان دور مهم في منازل جربة :اذ العنصر الاساسى هو للشعور بالراحة في جزيرة معروفة بشمسها الحارة.و غرف نوم تتميز بخصوصياتها فالسرير هنا ، عبارة عن مكان يقع بناءه بالحجر و يزين باعمده الجبس و بالاقواس حتى يحافظ على خصوصيته والفتحات التي كانت في الحائط ، تم اغلاقها بباب منقوش يحكى تاريخ جربة و يعطى انطباع اكثر على التحفظ.و هذه الطريقة أيضا متبعه لغرفة المعيشة التي تتسم باقل ما يمكن من الاثاث و تكتفى بالمرقوم و السجاد في فصل الصيف لمقاوة الحرارة.
    و لعل اكثر شئ يسعى ابناء الجزيرة للحفاظ عليه مع كل هذه التغيرات هو طريقة الاضاءةفالاضاءة لا تنبعث من السقف بل من الجدران و يوجد في كل زاوية فانوسا ، يحكى على كل الحضارات التي مرت بها الجزيرة و هذا ما يعطى الحميمية للبيت الجربى و يوثق اكثر اواصر العائلة الكبيرة. يعتبر الحديد المشغول ، عنصرا هاما في ديكور جربة اذ هو يعبر على هويتها مختلف الاثاث الموجود كالطاولة المنخفضة هو نسخة عن الاثاث القديم و الخزفيات هو عنوان جربة ، و التي لا يمكن ان تجد منزل خالية منها.نجح ابناء الجزيرة المدافعين الشرسين على فن عمارتهم بالدمج بين التقليد و الحداثة وهذا النمط المتبع يؤمن للمنزل احساس بالحميمية و الراحة.
    ان الهندسة التي يتميز يها فن العمارة في جربة، تُعتبر بسيطة و نقية فلا يوجد فيها اى نوع من التفاخر ، اذا لا يوجد هندسة على الجدران.
    المعمار المدني والديني[عدل]
    يعد معمار المسجد في جربة فريدا من نوعه سواء على مستوى التوزيع الجغرافي للعمارة أو كذلك من ناحية الزخارف المعتمدة في تزيين المساجد. وتمتاز المساجد في جزيرة جربة بالبساطة والتواضع، فلا نجد فيها الزخارف المعتادة في بقية المساجد التونسية، وهي لا تتعدى في مثل هذه الحالات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية.. ويطغى على المعالم الدينية لونان أساسيان اللون الأبيض كلون أساسي واللون الأخضر لزينة الأبواب والنوافذ. وتتميز مساجد الجزيرة كما ورد في إحدى دراسات رياض المرابط حول تاريخ الجزيرة، بتخطيطها المنفتح، ويتألف المعلم الديني من عدة وحدات معمارية منها ما هو مخصص للشعائر الدينية مثل المساجد و«البرطال» و«دكات» الصلاة. ومنها ما هو مخصص للطهارة كـ«الميضة»، ومنها ما هو مخصص للإقامة كالغرف أو كذلك للتدريس كالكتاب، ونجد من ناحية أخرى فضاءات للنشاطات الاقتصادية كالمخازن وللمنافع الاجتماعية مثل المطابخ.. وعادة ما تتوزع هذه الوحدات المعمارية فوق فضاء مبلط ومعد لتجميع المياه في «مواجل» وفسقيات، كما يحيط بالمعلم الديني سور قليل الارتفاع يمكن من رؤية كافة أجزاء المعلم.
    وتعبر المساجد المنقورة عن تواصل العادات البربرية وتمازجها مع مميزات العمارة الإسلامية.. وهذه النوعية من المساجد هي الأقدم في جزيرة جربة. وتتدرج هذه المعالم المنقورة كليا في الصخر والتي تجد أصولها المعمارية في القصور البربرية المنتشرة في مناطق الجنوب التونسي.. إلا انه يلاحظ أن بعض تلك المعالم يتطابق مع التخطيط المتداول للمساجد الإسلامية مثل جامع البرداوي.. وهناك نوعية ثالثة منقورة جزئيا في الصخر واعتمدت على مواد البناء المعروفة بالجزيرة.
    وتتركز المساجد الناتئة في المواقع العليا؛ فالمساجد الواقعة على شواطئ الجزيرة على سبيل المثال تلعب دور نقاط المراقبة والإنذار المبكر في جزيرة مفتوحة على كل الجهات، وأحجام هذه المعالم الدينية غالبا ما تكون محدودة. أما المساجد الواقعة على السواحل فهي تتميز بمتانة البناء وتوفر تجهيزات دفاعية ضد الأعداء، وهي لا تختلف عن المواقع العسكرية. وهناك مساجد الأحياء؛ وهي محدودة المساحة وموجهة بالأساس لتلبية الحاجيات المباشرة لسكان الحي. كما توجد كذلك مساجد معروفة بحلقاتها العلمية. لذلك نجد من بين مكوناتها الغرف المخصصة للتدريس والغرف الموجهة لإقامة طلبة العلم.
    وعلى وجه العموم تسيطر على مساجد جزيرة جربة التونسية الواقعة على مسافة 400 كلم عن العاصمة، روح البساطة مع وجود بعض الاستثناءات البسيطة. وتعتمد أعمال الزخرفة على الأشكال الهندسية دون سواها وذلك على غرار المثلثات والمعينات والدوائر وأنصاف الدوائر.
    ولجزيرة جربة تاريخ طويل بدأ مع رحلة «أوليس» منذ أكثر من 30 قرنا وبناء معبد الغريبة والفتح الإسلامي والكر والفر الذي حدث بين المسلمين والبربر، وهو ما أفرز خلافات مذهبية أهمها الصراع المعروف في الجزيرة بين السنة المالكية وأتباع المذهب الإباضي.. ومن اغرب المساجد الموجودة في الجزيرة اليوم مسجد «سدويكش» المبني تحت الأرض وكذلك مسجد طريق «أجيم»؛ وهذان المسجدان موجودان بالكامل تحت الأرض ما عدا المدخل وبعض القباب التي تبقى على السطح.. وتقول المراجع التاريخية إن أتباع المذهب الإباضي كانوا يلجأون إلى أسلوب التقية ويمارسون شعائرهم الدينية بعيدا عن مناهضيهم.
    الفكر[عدل]

    الدين[عدل]
    مثلت جزيرة جربة على مدى تاريخيها ملاذا للأقليات عرقية كانت أم دينية وربما يعود ذلك لموقعها البحري المنعزل نوعا ما. فالجزيرة تعد من أقدم المناطق المأهولة بشمال إفريقيا و قد أوت منذ أقدم العصور اليهود الفارين بعد هدم معبد سلمون و المسيحيين كاثولكيين و أورتودوكس تعايشوا بسلام بها و تشهد كنائس حومة السوق على ذلك. أما بالنسبة للمسلمين فقد عرفت الجزيرة كأحد مراكز الأباضية و هم أيضا أقلية لا تتجاوز الواحد بالمائة من مسلمي العالم. و قد اعتنقه السكان الأصليون لما ينادي به من مساواة عرقية و كذلك لتوافقه مع طبيعتهم و ميلهم إلى البساطة و الزهد.
    و منذ القرن التاسع ميلادي عاشت جربة انقساما بين فرقتين اباضيتين الوهبية للإمام عبد الوهاب الذي خلف والده الإمام رستم و النكار المستاوة الموالين ليزيد ابن فندين والذين نكروا ولاية عبد الوهاب. و الاختلاف بين إباضية المغرب كان حول مسالة الإمامة و توارثها من عدمه. حاليا جل إباضية جربة وهبية بم أن النكار تحول معظمهم إلى المالكية.
    و للمحافظة على هويتهم التي كانت أحيانا مهددة أو مقموعة و مخفية, أسس الجربيون و تحديدا ابو زكريا فصيل ابن أبي مسور, نظام العزابة الذي يعوض حكم الأئمة تحت النظام السياسي المخالف للمذهب الإباضي. و بفضل هذا النظام توصلت هذه الأقلية للحفاظ على هويتها الإباضية في مناخ مسالم دون أن تمثل خطرا بالنسبة للحكم السياسي للبلاد الذي لم يضطر لمحاربتهم. وقد دام نظام العزابة بجربة طيلة تسع قرون قبل أن يتلاشى. و قد مثل مؤسسة دينية واجتماعية كبرى كانت تسير المجموعة و تنظم الحياة الفردية و الاجتماعية. و لكن خلال القرنين التاسع عشر والعشرون عرفت جربة تغييرات داخلية جذرية و ذلك اثر تقلص سيطرة العزابة شيئا فشيئا مع توسع المذهب المالكي في حومة السوق و في مناطق مستاوة أي بالجهة الوسطى و الجنوب الشرقي للجزيرة. و بالمقابل ظلت بقية المناطق وهبية الانتماء.
    أقلية أخرى من السود سكنت الجزيرة و قد اعتنقوا الإسلام. كذلك هناك من ضمن السكان جالية يهودية كبرى عاشت بجربة منذ قرون و مارست طقوسها في تعايش مع الأغلبية المسلمة و عدد كبير من الكنائس اليهودية يؤكد ذلك. فاليهود يزورون يوميا اقرب الكنائس إلى للصلاة و لمناقشة المشاغل الداخلية و الخاصة بجاليتهم وكذلك لممارسة طقوسهم في مختلف أعيادهم الدينية المتعددة. من بين الطقوس اليهودية, نذكر حجهم السنوي إلى كنيسة الغريبة التي تستقطب اليهود من مختلف أنحاء العالم كل سنة. عند دخول الغريبة, يشعل الحاج اليهودي شمعدانا ليقدم رجائه للغريبة ثم يتوجه إلى آخر القاعة الداخلية حيث الخزنة التي تحوي لفائف من مخطوطات التوراة ليقبل أبوابها. في نهاية الزيارة يتجمع الحجاج اليهود في الغرفة التمهيدية ليطلبوا من رجال الدين المتجمعين بالمدخل ترتيل أدعية التّرحّم على موتاهم، ويشربون كأسا من نبيذ التّين المميز و يسمّى "بوخه" مع بعض البقول الجافّة.
    يكتنف الغموض أصل تسمية "الغريبه" وتتعدّد حولها الأساطير المنقولة عن يهود الجزيرة حول فتاة غريبة كانت تعيش في كوخ بمفردها وكانت محلّ استغراب من الجميع ، لا يقترب منها أحد من سكّان القرية، حتى موتها الذي تم في ظروف جعلت القرويين يرجحون أنها كانت من أصحاب البركات. ففي إحدى اللّيالي، رأى سكّان القرية اللّهب يتصاعد من الكوخ وفي الصّباح اِكتشفوا أنّه تحوّل إلى كومة رماد بينما بقي جسد الهالكة ووجهها سليمين، فعلموا أنّها قدّيسة، وبنوا معبدا مكان الكوخ نفسه. و لكن أهمية الغريبة تكمن في كونها الان اقدم كنائس اليهود في العالم. ومن أهم طقوس "الغريبه" نذكر الـ"مناره" وهي عبارة عنهرم عال، سداسيّ الأضلاع، نقشت على كل واحد من طوابقه رموز و كتابات من العادات اليهوديّة. كما أنّه تحيط بكلّ طابق شمعدانات ذات شموع كثيرة. و توضع ال"مناره" بساحة الفندق، مغطّاة بقطع من الأقمشة، تعرض كلّ قطعة منها للبيع بالمزايدة. ثمّ تغادر الـ"مناره" "الغريبه" لتطوف بها الجموع حول المعابد اليهوديّة الّتي ما تزال مفتوحة للعبادة بـالحاره الصّغيره.
    ويستعمل يهود الجزيرة تمائم مختلفة و أدوات تعويذية للوقاية من "العين" كالعقود و القلادات الواقية التي تعلّق بالجدران، و الأيادي المرسومة أو المقولبة فوق الأبواب كذلك أسماك مختلفة الأشكال تتدلّى عند مداخل المنازل أو تزوّق حديد الأبواب والنّوافذ المطروق.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 2:23 pm