إلى سيادة وزير الخارجية التّونسيّة
في الحكومة المؤقتة.
في الحكومة المؤقتة.
الحمد لله الذي أطلق أقلامنا و ألسنتنا لإبداء الرّأي و المشاركة في الشّأن العام لبلادنا دون وجل أو رقيب .
سيادة الوزير ، لقد تابعت مثل بقيّة الشّعب التّونسيّ حواركم على قناة نسمة المغاربي...ّة
و كنت أنتظر منكم صدرا أرحب و إيمانا أرسخ بثورة الشّباب التّونسيّ التي
شهد لها العالم بالرّيادة في هذا الظّرف العربيّ العصيب الذي تمرّ به أمتنا
، ظنّا منّي بأن سيادة وزير الخارجيّة سيضيف صفحة مشرقة أخرى لتلك الصفحة
التي رسمها بأناقة و عفويّة زميلكم سيادة وزير الدّاخليّة الذي أزداد قربا
من شبابنا و ازداد التصاقا بقضيتنا من خلال ذلك اللقاء التّلفزي الذي
شاهدناه منذ أيام، و لكنّني ، سيادة الوزير، صفعت و خدشت كما صفع و خدش كل
التّونسيّين لما ورد في ذلك اللقاء الذي أجريتموه البارحة (6/02/2011) .
إنّ خطابكم يا سيادة الوزير لم يختلف في شيء عن تلك اللغة الخشبيّة التي
كنّا نسمعها طيلة حكم الرّئيس الفار بن علي وهو خطاب رسّخ لدينا جملة من
المفاهيم:
• أنّ السيّد الوزير جاء ليعطي للشّعب التّونسيّ درسا في الفلسفة موغلا في الضّبابيّة و العموميات.
•
أنّ السيّد الوزير قال للشّعب التّونسيّ دع عنك الحديث في شأن السّياسة
الخارجيّة فهي اختصاص أصحاب المسؤوليات" السّامية "، وهي رسالة موجّهة في
ذات الحين للصّحفيّين الموجودين من حوله و الذين نعتهم أو لمّح لهم بأن
العاطفة مازالت تحكمهم والذين لم يبخل عليهم هم أيضا بدرس في الأخلاق
المهنيّة.
• أنّه اختلط لدى سيادة الوزير أمران ما كان لهما أن يختلطا
هما تعبيره عن نفسه و عن الشّعب التّونسيّ معا، حين أشار إلى الحلم الذي
تحقّق له من خلال مقابلته مع وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة في حين أنّ هذا
الحلم هو حلمه الشّخصيّ وهو أمر لا يمتّ لحلم الشّعب التّونسيّ في شيء
خصوصا إزاء وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة التي وعدت نظام بن علي بإرسال فيلق
من شرطتها المتخصّصة في قمع الشّعوب الحرّة بينما انتظرنا منك أن تتحدّث
باسمنا لتعبّر لها عن "استنكار" أو"قلق" أو " امتعاض" الشّعب التّونسيّ من
موقفها من ثورته العظيمة إزاء امرأة كانت لها مع النّظام القديم علاقات
مشبوهة.
• أنّ سيادة الوزير مازال ،مثله مثل كلّ من تخرّجوا من مدرستي
بورقيبه و بن علي، مسكونا بالخوف من الغرب و من الشّرق على حدّ السّواء فلا
هو قادر على ذكر كلمة " الثّورة التّونسيّة" خوفا من أن توضع ثورة تونس في
خانة ثورة إيران أو كوريا أو غيرها و لا هو قادر على التّعبير عن مؤازرة
الشّعب التّونسيّ الأبيّ لشعب مصر في استماتته ضدّ طاغية العرب الأول حسني
مبارك خوفا من أشباح قيادة مصريّة انتهت صلاحيتها.
و لابدّ لي أن أعترف
بأنّني لم أفهم من كلام سيادة الوزير شيئا يذكر، ولعلّ ذلك قصور منّي، و
لكنّ عزائي أنّ الصحافيّين الذين حاوروا سيادة الوزير خرجوا بنفس النّتيجة
تقريبا.
كما لا يفوتني أن أشيد بقناة " نسمة " التي شاهدتها للمرّة
الثّانية فقط منذ انبعاثها و التي أظهرت مستوى رفيعا من السلوك الحضاري في
مجال الإعلام كما أظهر صحافيّوها الذين حاوروا سيادة الوزير قدرا كبيرا من
الحرفيّة و الجرأة .
و أختم بالقول أنّ مثل هؤلاء الوزراء لا يفيدون الحكومة المؤقّتة في شيء و لا يفيدون تونس في شيء.
الضاوي موسى.تطاوينسيادة الوزير ، لقد تابعت مثل بقيّة الشّعب التّونسيّ حواركم على قناة نسمة المغاربي...ّة
و كنت أنتظر منكم صدرا أرحب و إيمانا أرسخ بثورة الشّباب التّونسيّ التي
شهد لها العالم بالرّيادة في هذا الظّرف العربيّ العصيب الذي تمرّ به أمتنا
، ظنّا منّي بأن سيادة وزير الخارجيّة سيضيف صفحة مشرقة أخرى لتلك الصفحة
التي رسمها بأناقة و عفويّة زميلكم سيادة وزير الدّاخليّة الذي أزداد قربا
من شبابنا و ازداد التصاقا بقضيتنا من خلال ذلك اللقاء التّلفزي الذي
شاهدناه منذ أيام، و لكنّني ، سيادة الوزير، صفعت و خدشت كما صفع و خدش كل
التّونسيّين لما ورد في ذلك اللقاء الذي أجريتموه البارحة (6/02/2011) .
إنّ خطابكم يا سيادة الوزير لم يختلف في شيء عن تلك اللغة الخشبيّة التي
كنّا نسمعها طيلة حكم الرّئيس الفار بن علي وهو خطاب رسّخ لدينا جملة من
المفاهيم:
• أنّ السيّد الوزير جاء ليعطي للشّعب التّونسيّ درسا في الفلسفة موغلا في الضّبابيّة و العموميات.
•
أنّ السيّد الوزير قال للشّعب التّونسيّ دع عنك الحديث في شأن السّياسة
الخارجيّة فهي اختصاص أصحاب المسؤوليات" السّامية "، وهي رسالة موجّهة في
ذات الحين للصّحفيّين الموجودين من حوله و الذين نعتهم أو لمّح لهم بأن
العاطفة مازالت تحكمهم والذين لم يبخل عليهم هم أيضا بدرس في الأخلاق
المهنيّة.
• أنّه اختلط لدى سيادة الوزير أمران ما كان لهما أن يختلطا
هما تعبيره عن نفسه و عن الشّعب التّونسيّ معا، حين أشار إلى الحلم الذي
تحقّق له من خلال مقابلته مع وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة في حين أنّ هذا
الحلم هو حلمه الشّخصيّ وهو أمر لا يمتّ لحلم الشّعب التّونسيّ في شيء
خصوصا إزاء وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة التي وعدت نظام بن علي بإرسال فيلق
من شرطتها المتخصّصة في قمع الشّعوب الحرّة بينما انتظرنا منك أن تتحدّث
باسمنا لتعبّر لها عن "استنكار" أو"قلق" أو " امتعاض" الشّعب التّونسيّ من
موقفها من ثورته العظيمة إزاء امرأة كانت لها مع النّظام القديم علاقات
مشبوهة.
• أنّ سيادة الوزير مازال ،مثله مثل كلّ من تخرّجوا من مدرستي
بورقيبه و بن علي، مسكونا بالخوف من الغرب و من الشّرق على حدّ السّواء فلا
هو قادر على ذكر كلمة " الثّورة التّونسيّة" خوفا من أن توضع ثورة تونس في
خانة ثورة إيران أو كوريا أو غيرها و لا هو قادر على التّعبير عن مؤازرة
الشّعب التّونسيّ الأبيّ لشعب مصر في استماتته ضدّ طاغية العرب الأول حسني
مبارك خوفا من أشباح قيادة مصريّة انتهت صلاحيتها.
و لابدّ لي أن أعترف
بأنّني لم أفهم من كلام سيادة الوزير شيئا يذكر، ولعلّ ذلك قصور منّي، و
لكنّ عزائي أنّ الصحافيّين الذين حاوروا سيادة الوزير خرجوا بنفس النّتيجة
تقريبا.
كما لا يفوتني أن أشيد بقناة " نسمة " التي شاهدتها للمرّة
الثّانية فقط منذ انبعاثها و التي أظهرت مستوى رفيعا من السلوك الحضاري في
مجال الإعلام كما أظهر صحافيّوها الذين حاوروا سيادة الوزير قدرا كبيرا من
الحرفيّة و الجرأة .
و أختم بالقول أنّ مثل هؤلاء الوزراء لا يفيدون الحكومة المؤقّتة في شيء و لا يفيدون تونس في شيء.
